انشاء حساب



تسجيل الدخول



كتب بواسطة: بسمة رمضان
03 ديسمبر 2016
4083

ترجمة مقال  Age of the freelancer: How a new breed of worker is redefining the 9-to-5 نقلًا عن موقع mashable.

يتناول المقال ظاهرة العمل الحر "freelance". ما المميزات التي جعلت العاملين بهذا النظام يزداوا، وإلى أين يتجهوا، ويطرح توجيهًا لرواد الأعمال حول الموقف الذي ينبغي علىهم اتخاذه تجاه هؤلاء الأفراد. 

 

بدأت الوظيفة التقليدية -وظيفة من 9 إلى 5- في التراجع في الترتيب كأكثر أنظمة العمل شيوعًا. وبدلًا منها يبرز جيل جديد من العاملين كقوة مهيمنة في ساحة المواهب، مستعد للعمل في أي وقت وأي مكان يكون في حاجة إليه.

 

هذا التحول في طريقة عمل الأفراد نتج عن أمرين رئيسيين: أولًا،  أن التكنولوجيا جعلت هذا النوع من العلاقات الافتراضية ممكنًا، ثانيًا، بدأت الشركات الكبيرة والمشروعات الناشئة في إدارك أن هذا النظام يقدم فوائد أكبر من الموظف التقليدي. الترتيبات المتوفرة إلى حد كبير  ذات فائدة أكبر من الموظفين التقليديين. أصبحت الآن تطرح مصطلحات مثل "وظيفة محددة المدة"، "اقتصاد متنقل"، "اقتصاد العمل الحر" لوصف طريقة العمل الجديدة.

 

 

لماذا العاملون بشكل حر آخذون في الزيادة

بما أن معظم الشركات قد لجأت إلى العاملين بشكل حر لإنتاج المحتوى، والتصميم، والبرمجة، وغيرها المزيد، فقد بدأ العاملون في اللحاق بهذه الفرص المتنامية. سابقًا، كان واحد من أكبر العقبات الرئيسية التي أدت إلى ظهور العامل الحر كان القلق إزاء العمل الثابت.

 

لكن مع إتاحة المشروعات الناشئة والأخرى الكبيرة العديد من الفرص الوظيفية على مواقع مثل Freelancer وGuru وUpwork، فإنه الأمر أصبح لا يتطلب الكثير حتى تبقى منشغلًا أكثر من أي وقت مضى. في الواقع، العديد من العاملين المستقلين الآن يقرون بأنهم يعملون أكثر مما كانوا يفعلون في الوظيفة التقليدية.

 

في 2015، حوالي ما يقرب من ثلث العاملين في الولايات المتحدة قد تشاركوا معًا في بعض أنواع العمل الحر أو المشروعات المؤقتة 

 

مع زيادة الطلب تقدم جيل العاملين المستقلين عن أي وقت مضى، ووصل عددهم إلى 54 مليون عامل او أقل قليلًا، والعدد يزداد.أشارت التقديرات  في 2015 إلى أن ما يقرب من ثلث العاملين في أمريكا يشاركون في بعض أنواع العمل الحر أو المشاريع المؤقتة.

 

كما تشير التقديرات إلى أنه بحلول 2020 ما يقرب من النصف من إجمالي القوة العاملة بالولايات المتحدة ستعمل في بعض أنواع العمل الحر أو تتولى مشروعات جانبية تتناسب مع تعريف العمل الحر.

 

بينما ما يقرب من 33% من القوى العاملة من العاملين المستقلين في الوقت الحالي هم من جيل الألفية، البقية هم في المقام الأول عاملون في منتصف العمر اكتشفوا فوائد العمل لحسابهم في سبيل المشاركة بشكل فعال في أنشطة أخرى أثبتت صعوبة أو ضغط في الأسر مزدوجة الدخل.

 

 

كيف يغير العاملون المستقلون طريقة سير العمل وإجراءاته؟

من الصعب أن نقول أيهما جاء في المرتبة الأولى - رائد الأعمال (الدجاجة) أو العامل المستقل (البيضة).

ومع ذلك، الإثنان قد وصلا إلى نقطة أحدثت تغييرًا كبيرًا. فرواد الأعمال قد توقفوا تدريجيًا عن العمل 40 ساعة أسبوعيًا وبدلًا من ذلك، خصصوا عددًا غير محدد حتى يدفعون عملهم إلى الأمام. بالمقابل، سعوا إلى جذب أفراد أصحاب عقليات شبيهة ويتطلعون إلى العمل بنفس النظام.

 

التخوف الوحيد هنا هو أن صاحب العمل لن يكون باستطاعته تعيين هذا الشخص كموظف دائم بسبب تكاليف الامتيازات التي يقدمها، ومن المحتمل أن يستوي ذلك بتكاليف مساحة المكتب التي قد يتم منحها للموظف كمكانًا للعمل.

 

وهنا يصبح "عصر العامل المستقل" سيناريو يربح فيه الطرفين. فكل من العامل المستقل والشركة يحصلون على فوائد متزايدة. فالعامل المستقل سعيد تمامًا لعدم وجود تقارير مكتبية يسلمها؛ كما أن لديه حرية في التعامل مع شركات حول العالم، وكذلك فإنه يمتلك الفرصة لبناء سجل من الخبرات مع عدد كبير من العملاء بدلًا من الولاء إلى جهة عمل واحدة.

 

يتمتع العاملون المستقلون كذلك بإمكانية تحديدهم لعدد ساعات عملهم بأنفسهم، طالما كانوا قادرين على إنجاز العمل طبقًا للمواعيد المحددة. كما أنهم لا مشكلة لديهم في عدم الحصول على امتيازات لأن إما الزوجة (أو الزوج) أو أي مصدر خارجي يستطيع تقديم يد العون. وحريتهم في وضع جدول عملهم بأنفسهم تستحق التنازل.

 

في المقابل، يحصل صاحب العمل على إمكانية الوصول إلى مجموعة من أفضل المواهب المتاحة والتي تتطلع، ولديها القدرة على العمل عند الطلب، وبالتماشي مع الميزانية المتاحة.

 

هذا النوع من أصحاب المواهب لا يحتاجون إلى التدريب، لأنهم يعرفون بالفعل ما يفعلون بعملهم ككتاب أو مصممين أو مبرمجين لبضعة سنين. في حين أنه ربما يكون هناك بعض الأمور الصغيرة لتخبرهم بها والتي تتعلق بتفضيلاتك الشخصية ونظام العمل، في المجمل فإن علاقة العمل هذه تحافظ على الموارد وتساعدك في أن تبدأ عملًا جديدًا بمزيد من الحماس.

 

في المجمل فإن علاقة العمل هذه تحافظ على الموارد وتساعدك في أن تبدأ عملًا جديدًا بمزيد من الحماس

 

من المميزات الإضافية أن العامل المستقل عادة يبقى مع الشركة عندما يرى فيها إمكانية التطور ويميز احتمالية تزايد حجمها وإمدادها له بمصدر دخل منتظم.كما اكتشف بعض أصحاب الأعمال صاحب الموهبة الذي يفهم ما يعنيه أن تبدأ مشروع وتقوم بعدة أدوار، وهذه ميزة أيضًا، فكل منهما يقوم بنفس الشيء.

 

 

الحفاظ على تلك المميزات في عملك

من الضروري  أن يمتلك رجال الأعمال استراتيجية للحفاظ على أولئك العاملون بشكل حر ممن يقدمون لك خدمة جيدة كما لو كانوا موظفين تقليديين. هذا هو الحال في ضوء الإحصائيات المذكوره أعلاه التي توضح أن العاملين المستقلين سيصبحون تقريبًا القوة المهيمنة في ساحة العمل، بامتلاكهم سلطة توجيه الأوامر بما لديهم من طلبات وتفضيلات مثلهم في ذلك مثل ما بدأ العملاء في القيام به في العصر الرقمي. يتطلب فعل ذلك معرفة ما هي مخاوفهم وما قد يؤثر على علاقتهم بك.

 

على سبيل المثال، الكثير من العاملين المستقلين غالبًا ما يصنفون أنفسهم كعاملين لحسابهم الخاص وينتهي بهم الأمر بتكاليف ضرائب وتأمين أكبر. كما أن لديهم مخاوف حول المدخرات اللازمة لما بعد التقاعد. في الوقت الذي لا يوجد مسؤولية تقع على أصحاب الأعمال بشان تلك التكاليف، فإنه يظل من المهم أن نفهم وضع العاملين المستثلين ونستمع بعناية عندما يقترحون زيادة في تسعيرتهم بمرور الزمن. 

 

هؤلاء العاملون بشكل مستقل بدأوا التجمع سويًا للتصدي لمخاوفهم من خلال منظمات مثل Freelancers Union، التي بدأت إتاحة الوصول إلى مجموعة خطط صحية لأسعار أفضل. توفر هذه الأنواع من الجمعيات كذلك معلومات عن القضايا السياسية التي لها أثر على أوضاع العمل الحر، ودعم التعاون، والتواصل، وتبادل الأفكار للمساعدة في رفع مستويات هذه القوى العاملة الجديدة.

 

تخيل ما يمكن أن يتغير لو انضم 54 مليون صوت معًا، واتخذوا موقف موحد. لا يستطيع أي نوع أخر من القوى العاملة فعل ذلك بسبب الاختلافات في قطاعات العمل وتصنيفاتها، وعلى أي حال، بغض النظر عن اختلاف المساحات المختلفة من العمل الحر، فهؤلاء العاملون يتقاسمون الأهداف والقضايا والرغبات المشتركة، وهذه قوة لا يستهان بها،  وهذا سبب إضافي يوجب على أصحاب الأعمال الاستماع لهم والمساعدة بكل شكل ممكن.


رابط مختصر: http://shafaff.com/article/51304
تعليقات