انشاء حساب



تسجيل الدخول



مكتبة الإسكندرية ليست مخزنًا للكتب فقط بل تضم المتاحف ومعارض للكبار والصغار

مكتبة الإسكندرية الجديدة
كتب بواسطة: آلاء ثروت
16 أكتوبر 2016
6819

تفخر مدينة الإسكندرية بل مصر والعالم بوجود مكتبة الإسكندرية، فهي ليست مجرد مخزنًا للكتب، بل أنها تاريخ يستمر، وتحفة معمارية، ومركز لنشر وإنتاج الثقافة والعلم، ورائدة في مجال رقمنة الكتب والتراث، أي تحويلها إلى رقمية عبر الإنترنت، وفي ذكرى افتتاح مكتبة الإسكندرية الجديدة، يوم 16 أكتوبر، تعرض شبكة "شفاف" لكم تاريخ وحاضر هذه المكتبة.

 

مكتبة الإسكندرية القديمة

اكتسبت المكتبة شهرتها ليس لأنها أول مكتبات العالم، فالفراعنة أسسوا مكتبات ولكنها كانت للكهنة فقط، ولكنها اكتسبت شهرتها لأنها أقدم مكتبة حكومية تتاح للعامة في العالم القديم.

 

أنشأت مكتبة الإسكندرية القديمة على يد خلفاء الإسكندر الأكبر، وهو مؤسس الإسكندرية، منذ أكثر من ألفي عام، حيث أمر بطليموس الأول بإنشائها 330 قبل الميلاد، وفي عهد بطليموس الثاني، والذي يٌعتبر المؤسس الحقيقي للمكتبة، تم الإنفاق عليها ببذخ، كما تم توسيعتها وإضافة ملحقات لها.

 

وكان بطليموس الثاني هو الذي وضع نظامها وجلب لها العلماء من العالم الإغريقي، كما كان يرسل البعوث لجمع الكتب من كل مكان ليتوافر بالمكتبة كل روافد العلوم، ليصل عدد الكتب بها إلى ما يقرب من 750 ألف مجلدًا.

 

 لكن احترقت المكتبة في ظروف اختلف فيها المؤرخون، ويعتقد معظهم أن يوليوس قيصر هو الذي تسبب في حريق المكتبة، حين قام في عام 48 قبل الميلاد بحرق سفن كانت موجودة على شاطئ البحر المتوسط أمام المكتبة، لتدمير سفن دولة البطالما، فيعتقدون أنها دمرت لهذا السبب.

 

 

 

16 أكتوبر 2002 إحياء مكتبة الإسكندرية

أنشأت مكتبة الإسكندرية على نفس موقعها القديم إحياءًا لذكرى المكتبة القديمة، وقد طرحت فكرة إحياء المكتبة لأول مرة عام 1974 إلا أنها ظلت حبيسة الأدراج، ثم تجدد العرض مرة أخرى في أواخر الثمانينات، حين قامت منظمة اليونسكو بالدعوة للمساهمة في إحياء المكتبة، وحينها أنشأ الرئيس السابق حسني مبارك الهيئة العامة لمكتبة الإسكندرية.

 

وتم إجراء مسابقة دولية لتصميم المكتبة منحت جائزتها الأولى، ومقدارها ستون ألف دولار أمريكي لشركة ""SNOHETTA للتصميمات المعمارية، ومقرها أسلو بالنرويج، واستغرق بنائها سبع سنوات من 1995 وحتى 2002، ثم انضمت المكتبة إلى اتحاد المكتبات العالمية، والذي يضم 30 مكتبة من المكتبات العالمية على رأسها مكتبة الكونجرس.

 

القاعة الرئيسية للإطلاع 

 

 

تحفة معمارية

يبلغ ارتفاع المكتبة عشرة طوابق، وهي مغطاة بغلاف بيضاوي، وتقع جميع المستويات السفلية تحت سطح الماء ، كما أن جسم المبني يغوص أسفل الأرض لحماية محتوياته النفيسة من عوامل البيئة الخارجية، ويتميز تصميم المكتبة بسقف دائري مائل لتقليل دخول شعاع الشمس المباشر، وتعد قاعات القراءة العديدة المفتوحة هي السمة البارزة في مكتبة الإسكندرية، حيث تضم 2500 قسم للقراءة .

 

 ليست مخزنًا للكتب فقط

الكتب المطبوعة والإلكترونية

بجانب احتواء المكتبة على مجموعة كبيرة من الكتب من مختلف اللغات العربية والإنجليزية والفرنسية وبعض اللغات الأوروبية، وبعض اللغات النادرة، فقد احتوت وقت افتتاحها على مجموعة من الكتب وصلت إلى 200 ألف كتاب، تم تنقيح المجموعات وزيادتها، فبها الآن مايقرب من 2 مليون كتاب، بالإضافة إلى المصادر الإلكترونية، فبها أكثر من 25 ألف مجلة إلكترونية، وحوالي 20 ألف كتاب إلكتروني.

 

كما تضم ست مكتبات متخصصة، وهم مكتبة للمواد السمعية والبصرية (الفنون والوسائط المتعددة)، ومكتبة للمكفوفين، ومكتبة للأطفال، ومكتبة للشباب، ومكتبة للمواد الميكروفلمية، ومكتبة للكتب النادرة والمجموعات الخاصة، مكتبة الخرائط.

 

متاحف المكتبة

تحتوي المكتبة على متحف للآثار، يضم آثار من عصور مختلفة بدءًا من العصر الفرعوني، وحتى العصر الإسلامي، ومتحف المخطوطات، ومتحف تاريخ العلوم الذي يعرض تطور العلوم في مصر على مدى ثلاث فترات تاريخية، فهناك القسم الفرعوني، والقسم اليوناني، وقسم العلوم العربية والإسلامية، ومتحف للسادات.

 

صورة من متحف الآثار 

 

صورة من متحف المخطوطات

متحف السادات

 

معارض المكتبة

تحتوي المكتبة على 15 معرضًا دائمًا، منها معرض الإسكندرية عبر العصور، ومعرض روائع الخط العربي، ومعرض تاريخ الطباعة، ومعرض الآلات الفلكية والعلمية عند العرب في القرون الوسطى، ومعرض النحت، وغيرها من المعارض، كما تضم المكتبة معارض مؤقتة للفنون.

 

صورة من معرض الطباعة بمكتبة الإسكندرية(مطبعة بولاق)

 

معرض للعلوم

القبة السماوية

تستخدم القبة أحدث ما توصلت إليه التكنولوجيا في مجال العرض، وتستهدف تأسيس ثقافة علمية في مصر من خلال تقديم عروض علمية للجمهور في مختلف المجالات وتناسب جميع الفئات للارتقاء بمفهوم كون مراكز العلوم أدوات تعليمية.

 

عرض من داخل القبة السماوية 

 

قاعة استكشاف لتعريف الأطفال بالعلوم

تقدم القاعة عرض تفاعلي من خلال تسع شاشات رقمية، وفيها يقدم العلم بشكل عملي وغير تقليدي، وتستهدف القاعة فئة الشباب، كما تساعد على المشاركة في المعارض التفاعلية، وورش العمل، ولا تقتصر الأنشطة على الشباب فقط، فهي تجتذب فئات من جميع الأعمار، وفيها يمكنك أن  ترى التراث المصري منذ 5000 عام وحتى الآن.

 

تركز قاعة الاستكشاف على مجالين علم الفلك والطبيعة مع إمكانية تقديم الكيمياء العضوية وطبيعة المادة، وذلك بهدف وضع النواة الأساسية لجيل جديد من المستكشفين والمبتكرين القادرين علي مواجهة التحديات العلمية المعاصرة.

 

صورة من قاعة الاستكشاف

 

مركز المؤتمرات

يعتبر مركز المؤتمرات الملحق بمكتبة الإسكندرية من أحدث ما توصل إليه فن العمارة بالنسبة لقاعات الاجتماعات والمعارض، حيث يتسع لـ 9000 شخص، كما إن إحدى الخصائص المميزة لمركز مؤتمرات مكتبة الإسكندرية هي كونها صممت في بادئ الأمر على أن تصبح مركزا للمؤتمرات الدولية. وتقديم الخدمات الشاملة والمتنوعة، فالمركز يعنى بمتطلبات المؤتمرات رفيعة الثقافة ويلائم الندوات والاجتماعات والدورات التعليمية.

 

كما يحتوي المركز على أربع قاعات اجتماعات ثلاث غرف اجتماعات، وقاعتين للمعارض وصالون، وغرفة اجتماع لكبار الزوار بالإضافة إلى ثلاثة مطاعم.

 

القاعة الكبرى بمركز المؤتمرات

 

مراكز البحث الأكاديمي

يتبع المكتبة  8 مراكز للبحث الأكاديمي، كمركز دراسات الإسكندرية وحضارة البحر المتوسط، ومركز الفنون، ومركز الخطوط، ومركز الدراسات والبرامج الخاصة، والمعهد الدولي للدراسات المعلوماتية، ومركز المخطوطات، مركز توثيق التراث الحضاري والطبيعي (ومقره القاهرة)، ومركز الإسكندرية للدراسات الهلنستية.

 

 

مشروع المكتبة الرقمية العالمية

اشتركت مكتبة الإسكندرية مع مكتبة الكونجرس الأمريكي، والتي تعد أكبر مكتبة إلكترونية عالمية‏ في مشروع يحمل اسم‏"‏المكتبة الرقمية العالمية"، ويقوم  المشروع على الرقمنة، أي تحويلها إلى رقمية عبر الإنترنت، وهي مواد نادرة وفريدة من جميع أنحاء العالم،‏ ويعمل على إتاحة هذه المواد مجانًا على الإنترنت،‏ بما يوفر هذه المواد لجميع البشرية من خلال الإنترنت، كما يحافظ على التراث العلمي من التدمير كما كان يحدث قديمًا، كحريق مكتبة الإسكندرية .

 

مشروع المليون كتاب

اشتركت مكتبة االإسكندرية  مع دول الصين والهند والولايات المتحدة في مشروع  يعمل على رقمنة مليون كتاب بحثي غير خاضع لحقوق الملكية الفكرية، وإتاحتها عبر الإنترنت، وبالفعل في 2007 تمكنت المكتبة من رقمنة مليون ونصف كتاب.


رابط مختصر: http://shafaff.com/article/45068
تعليقات