انشاء حساب



تسجيل الدخول



كتب بواسطة: أحمد محمود
06 أكتوبر 2016
3720

بعد حالة أشبه بالانهيار الاقتصادي التي عاشتها مصر في الفترة السابقة، خاصة بعد ارتفاع أسعار الدولار الأمريكي أمام الجنيه المصري ليسجل أول مرة في تاريخه أكثر من 13 جنيه، فأصبحت مصر على أعتاب خبر "تعويم الجنيه المصري" بشكل رسمي والذي اعتبره البعض أنه أصبح قائمًا بعد اجتماع الرئيس عبد الفتاح السيسي مع محافظ البنك المركزي طارق عامر قبل خمسة أيام.

 

ومنذ ذلك الوقت بدأ الشارع المصري بالتساءل عن معنى التعويم، وأثاره الإيجابية و السلبية، وعما سيأتي بالنفع على الاقتصاد الوطني بعد التعويم، ومدى صواب أو خطأ القرار في ذلك الوقت بالتحديد، وأصبح الشغل الشاغل هو السؤال عن المتضرر الأكبر من تلك القرارات التي تتخذها الحكومة والسلطة الحالية بشكل مفاجئ.

 

ولعل أبرز المتضريين من قرارات التعويم للجنيه المصري هم فئة الطلاب، وخصوصًا طلاب الشعبات الهندسية بالجامعات المصرية من كلية هندسة، وفنون جميلة، وفنون تطبيقية، وذلك لاحتياجهم الشديد إلى الأدوات الهندسية المستوردة منها لإتمام العملية الدراسية الخاصة بهم.

 

أساتذة وخبراء الاقتصاد يوضحون خطأ استخدام مصر لتعويم الجنيه.. والسبب وراء الأزمة

قالت العميد السابق لكلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة الدكتور علياء المهدي إلى "شفاف" إن تعويم الجنيه المصري هو تحرره من سعر البيع، حيث أن سعر الصرف للدولار أو أي عملة أجنبية أمام الجنيه المصري يكون بحسب قانون العرض والطلب بالسوق المصرية.

 

وأضاف الخبير الاقتصادي دكتور مدحت نافع أن هناك نوعيين من التعويم؛ وهو التعويم الكلي أي عدم تدخل الدولة في سعر الصرف وتركها بحسب قانوني العرض والطلب بالسوق، حيث يكون التعويم حرًا بالسوق، مشيرًا إلى أن مصر لم تستخدم هذا النوع منذ زمن كبير، والنوع الأخر من التعويم هو التعويم المضار.

 

وأضاف "نافع" إلى "شفاف" أن التعويم المضار هو ما يطبق في مصر، موضحًا أن هذا النوع يعني تدخل الدولة بشكل جزئي في سعر الصرف وتحديدها له، وذلك عن طريق الجهة المسؤولة لذلك وهو البنك المركزي، حيث يحدد ذلك السعر عن طريق توافر العملة الأجنبية بالبنوك.

 

وقالت أستاذ الاقتصاد بجامعة الأزهر الدكتور كريمة كريم إن السبب الأساسي في اللجوء إلى التعويم، هو ربط الجنيه المصري بالدولار الأمريكي فقط رغم أن ثلث واردات مصر من الدول الأوروبية، بالإضافة إلى الصين، ورغم ذلك لا يتم الربط بين الجنيه واليورو أو عملة الصين على سبيل المثال.

 

وأشارت كريمة إلى "شفاف" أنه كان على الحكومة إعطاء الجزء الأكبر من الربط لليورو بدلًا من الدولار، موضحة أن التعويم يتوقف بشكل كبير على العرض والطلب للجنيه المصري، وتسائلت: "هل هناك طلب على الجنيه المصري؟"، مشيرة إلى أن واردات مصر أكبر بكثير من الصادرات.

 

أبرز أثار التعويم السلبية واستغلال رفع الأسعار

ومن الضروري ظهور أثار لتعويم الجنيه المصري، حيث أشارت الدكتور كريمة إلى أن التعويم في الوقت الحالي خطأ بشكل كبير، موضحة أن مصر لم تمتلك النقد الأجنبي الكافي لإتخاذ قرار مبدأ التعويم، بالإضافة إلى أن التعويم يؤدي إلى انخفاض الواردات لارتفاع أسعارها، وارتفاع الصادرات للمنافسة بالسوق المحلية، وتسائلت عن مدى امكانية منافسة مصر بالأسواق العالمية.

 

وقال الخبير الاقتصادي الدكتور مدحت نافع إلى "شفاف" إن التعويم  في ظل الوضع الاقتصادي المتدني، وقلة النقد الأجنبي سوف يؤدي إلى رفع الأسعار بشكل كبير، ويقلل من قيمة الجنيه المصري، خاصة في السلع المستوردة، موضحًا أن الدولة كان عليها زيادة العملة الأجنبية أولًا قبل قرار التعويم، كما كان لابد أن يكون للدولة تصور قبل قرار التعويم.

 

وأشارت العميد الأسبق لكلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة الدكتور علياء المهدي أن سعر الجنيه المصري سينخفض انخفاضًا كبيرًا بعد قرار التعويم، الذي بدوره سيؤدي إلى ارتفاع أسعار السلع المستوردة، وبالتالي سيستغل التجار هذا الارتفاع لرفع أسعار السلع المصرية.

 

وأضافت علياء إلى "شفاف" ان مصر ستنتفع بخفض قيمة الجنيه المصري أمام الدولار الأمريكي في زيادة الصادرات، حيث يكون سعر السلع المصدرة قليل، فيقبل عليه السوق العالمي، بالإضافة إلى خفض الواردات لارتفاع أسعارها، وهو ما يوفر لمصر النقد الأجنبي والعملات الأجنبية.

 

تأثير "التعويم" على العملية التعليمية وخاصة الكليات الهندسية والفنية

تأثير تعويم الجنيه المصري سيطول جميع الفئات في المجتمع، سواء كانوا تجار أو مواطنين وكذلك الطلاب، حيث قالت أستاذ الاقتصاد بجامعة الأزهر الدكتور كريمة كريم إن عملية تعويم الجنيه المصري سيؤثر بشكل كبير على العملية التعليم، خصوصًا الطلاب في القطاعات الهندسية والذي سيمثل عبء كبير على أولياء أمور هؤلاء الطلاب.

 

وأضافت "كريمة" إلى "شفاف" أن طلاب القطاعات الهندسية من أكثر الطلاب المتأثريين بالتعويم وذلك لارتفاع أسعار الأدوات الهندسية المستخدمة في دراستهم، حيث تمثل تلك الأدوات العامل الرئيسي للطالب في دراسته حيث أن أغلب الأدوات التي سيتخدمها الطالب في دراسته هي أدوات مستوردة وليست مصرية.

 

أراء الطلاب في "التعويم": "اللي بيحصل في الطلاب ده افتراء"

وأشار الطالب بكلية الفنون التطبيقة محمود بركات إلى "شفاف" أن الزيادة في أسعار الأدوات الهندسية تمثل عبئًا كبيرُا عليهم، موضحًا أن أغلب الأسعار زادت هذا العام إلى الضعف، فعلى سبيل المثال "الأسكتش" والذي يعتبر من الأدوات الأساسية التي يستخدمها كل من طلاب هندسة، وفنون تطبيقية زاد سعره من 15 جنيه إلى 30 جنيه.

 

وأضاف الطالب بالفرقة الرابعة بكلية هندسة جامعة القاهرة طارق أحمد أن التجار لن يخسروا من تعويم الجنيه أو ارتفاع الأسعار شئ حيث أن التجار هم الوحيدين المستفيدين من تلك العملية، فيما يكون الضرر قائم على الطلاب بشكل كبير، قائلًا: "ما يحدث في الطلاب من ارتفاع الأسعار حرام ده افتراء"، مشيرًا إلى أن أسعار أغلب الأدوات المستخدمة والأساسية زادت الضعف.

 

وقال الطالب بالفرقة الرابعة بكلية هندسة جامعة القاهرة أحمد إمام أن أسعار الأدوات زادت بشكل رهيب موضحًا: "الناصيبيان المستورد، ده ورق بنجيبه لرسم الفرخ كان بـ 40 جنيه دلوقتي وصل 65، وساعات 70، وأسكتش الرسم اللي كان بـ 30 وصل 50 جنيه، وترابيزات الرسم برضه أسعارها وصلت أرقام فلكية".

 

وأضاف إمام إلى "شفاف" أن الأدوات المصرية غير صالحة للاستخدام رغم انخفاض أسعارها، موضحًا أن الناصيبيان المصري كان بـ 7 جنيه، عندما كان المستورد منه بـ 40 جنيه،واختتم كلامه قائلًا: "المصري مبيترسمش عليه أصلًا".

 

 


رابط مختصر: http://shafaff.com/article/43816
تعليقات