انشاء حساب



تسجيل الدخول



كتب بواسطة: سامح خليل
28 أبريل 2015
3620

ترجمة: سامح خليل 

 

"ما تريده داعش حقاً" (What ISIS Really Wants) هو مقال للكاتب الكندى "جريمي وود"، تم نشره في مجلة الاتلانتك The Atlantic في مارس الماضي. يهدف المقال إلى التعريف بتنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام ويطرح إقتراحات لمواجهة التنظيم. 

يقوم موقع شفاف بترجمة المقال في عدة أجزاء، وذلك نظراً لطوله الذي يتعدى العشرة آلاف كلمة.

 

نص الترجمة:

 

١- الإخلاص 

في نوفمبر الماضي، اصدرت الدولة الإسلامية ما هو أشبه بإعلان تعريفي يقوم بتتبع أصل التنظيم وصولاً إلى تنظيم القاعدة. يعترف الإعلان بدور أبو مصعب الزرقاوي، القائد الدموي لتنظيم القاعدة من ٢٠٠٣ حتى ٢٠٠٦، كسلف مباشر للدولة الإسلامية ويليه في الذكر قائدين سابقين للخليفة البغدادي. كان من الملفت عدم ذكر أيمن الظواهري، الجراح المصري الذي يقود تنظيم القاعدة في الوقت الحالي خلفاً لبن لادن. لم يعلن الظواهري ولاؤه للبغدادي ومن ناحية أخرى فإن مشاعر الكراهية تجاهه تزداد في في صفوف الجهاديين الآخرين. يزيد إنعدام جاذبية الظواهري كقائد (الكاريزما) من عزلته؛ فهو يبدو دائماً منزعجاً وأحوال العينين في التسجيلات المصورة. ولكن الإنقسام بين تنظيم القاعدة من جهة والدولة الإسلامية من جهة أخرى بدأ منذ مدة طويلة، وهو (الإنقسام) يساعدنا في أن نبدأ في فهم - على الأقل جزئياً - شهوة الدم المبالغ فيها لدى تنظيم الدولة الإسلامية.

 

رفيق الظواهري في العزلة هو أبو محمد المقدسي، وهو شيخ أردني يبلغ من العمر ٥٥ عاماً يستحق لقب المهندس الفكري لتنظيم القاعدة، وهو أهم جهادي غير معروف للقارئ العادي للصحف الأمريكية. يتفق المقدسي مع الدولة الإسلامية في أغلب الأمور العقائدية. الإثنان هما فرع لجناح جهادي للمذهب السني يسمي المذهب السلفي، نسبةً إلى السلف الصالح. السلف الصالح هو النبي نفسه واتباعه الاولين، وهم (النبي واتباعه) يعتبرهم السلفيون نماذج يجب الاحتذاء بها في كل أمور الحياة بما فيها أمور الحرب، والملابس، والحياة الأسرية، وحتى طب الأسنان.

 

علم المقدسي الزرقاوي، وذهب الأخير إلى الحرب في العراق متسلحاً بنصائح الأول. مع الوقت أصبح الزرقاوي أكثر تعصباً من معلمه مما تسبب في توبيخه من جانب قيادة التنظيم. كان الخلاف حول ميل الزرقاوي وحبه للدموية المبالغ فيها، وكرهه للمسلمين الآخرين، إلى حد تكفيرهم ثم قتلهم. ممارسة التكفير في الإسلام هو أمرٌ محفوف بالمخاطر. قال النبي أنه إذا قال رجل لأخيه "أنت كافر" فإن احدهم على حق. إذا كان من وجه الإتهام على خطأ فهو قد أصبح بذلك مرتداً لاطلاقه إتهام كاذب بالكفر. عقوبة الردة هي القتل. ولكن على الرغم من ذلك إستمر الزرقاوي في في توسيع دائرة الأفعال التي تجعل من المسلمين كفاراً - في وجهة نظره - يجب قتلهم.

 

كتب المقدسي لتلميذه السابق طالباً منه ممارسة الحذر وألا يقوم بإصدار أحكام جامعة وعامة بالتكفير أو إعتبار الآثمين مرتدين. التفريق بين المرتدين والآثمين قد يبدو أمراً بسيطاً ولكنه أحد أهم نقاط الخلاف بين القاعدة والدولة الإسلامية. 

 

إنكار قدسية القرآن أو أحاديث النبي يعتبر ردة صريحة. ولكن الزرقاوي - والدولة التي انتجها - يأخذ موقف مفاده وجود أفعال أخرى كثيرة تخرج المسلم من الإسلام. تتضمن تلك الأفعال، في بعض الحالات، بيع المشروبات الكحلية أو المخدرات، وإرتداء الملابس الغربية أو حلق اللحية، والتصويت في الإنتخابات - حتى إذا كان لصالح مرشح مسلم - أو التساهل في إطلاق أحكام الردة على الناس. أن تكون شيعياً، كما هو حال معظم العراقيون العرب، يجعلك أيضاً تحت طائلة التكفير، لأن الدولة الإسلامية تعتبر المذهب الشيعي تحديث، وأن تقوم بالتحديث في القرأن هو أن تقوم بإنكار كماله الأصلي. (تقول الدولة الإسلامية أن ممارسات شيعية مثل الصلاة عند أضرحة الأئمة، والجلد الذاتي (حرفياً) العام ليس لها أساس في القرآن أو في السيرة النبوية). هذا يعني وجود ما يقرب من ٢٠٠ مليون شيعياً محكوم عليهم بالقتل من جانب الدولة الإسلامية، بالإضافة إلى كل قادة الدول المسلمة لرفعهم القوانين الوضعية إلى مرتبة أعلى من الشريعة عن طريق ترشحهم في الإنتخابات أو تطبيق قوانين ليست من صنع الله.

 

باتباعها منهجاً تكفيرياً، تهدف الدولة الإسلامية لتنقية العالم عن طريق قتل أعداد ضخمة من البشر. إنعدام التقرير الموضوعية التي تصدر من أراضي الدولة الإسلامية تجعل معرفة المدى الحقيقي للذبح أمراً صعباً، ولكن منشورات مواقع التواصل الإجتماعي الآتية من المنطقة تشير إلى أن الاعدامات الفردية تحدث بصفة شبه مستمرة، والاعدامات الجماعية كل بضعة اسابيع. أكبر عدد من الضحايا يأتي من جانب المسلمين "المرتدين." المسيحيون الذين لا يقاومون الحكم الجديد لا تطبق عليهم عقوبة الإعدام الفوري. يحافظ البغدادي على حياتهم في مقابل دفعهم لضريبة خاصة تسمى الجزية واعترافهم بخضوعهم للدولة الإسلامية. الحكم القرآني المؤيد لهذه الممارسات ليس محل خلاف.

 

للجزء الأول، إضغط هنا.

للجزء الثانى، إضغط هنا.


رابط مختصر: http://shafaff.com/article/4235
تعليقات