انشاء حساب



تسجيل الدخول



في مصر.. لم نشهد تشكيلات مختلفة للاتحادات الطلابية.. فماذا عن بقية العالم؟

هل يمكن أن يعاد تشكيل الاتحادات الطلابية في مصر من أجل زيادة فاعليتها؟

من مؤتمر حديث للاتحاد الوطني للطلاب في بريطانيا
06 نوفمبر 2015
8068

بدأت، يوم الإثنين الماضي، أولى مراحل انتخابات اتحاد الطلاب في الجامعات المصرية، بعد إعلان لائحة طلابية جديدة قبلها بأسبوعين. ولكن على أي حال، فتشكيل الاتحادات الطلابية في الجامعات المصرية لا يتغير كثيرًا باختلاف اللوائح الطلابية، باستثناء حذف وإضافة "اللجنة السياسية"، فلم نعرف في مصر تشكيلات مختلفة للاتحادات الطلابية بشكل عام.

 

ولذلك، جمعت "شفاف"، في التقرير التالي، 5 نماذج للاتحادات الطلابية حول العالم، تختلف عن بعضها البعض، وتختلف، بدرجات متفاوتة، عن الاتحادات الطلابية في مصر.

 

 

1. اتحاد الطلاب الأوروبي

شعار اتحاد الطلاب الأوروبي

 

هو اتحاد تأسس عام 1982، بمشاركة سبعة اتحادات طلابية من سبع دول، هي: النرويج، وبريطانيا، والسويد، وأيسلندا، وفرنسا، والدنمارك، والنمسا. وطرأت عليه تغيرات واكبت التغيرات السياسية بين البلدان الأوروبية فيما بعد تأسسه، وهو الآن يضم 45 اتحاد طلاب من 38 دولة أوروبية، ليكون بذلك ممثلًا لحوالي 15 مليون طالب في أنحاء أوروبا، وله تمثيل في الاتحاد الأوروبي، والمجلس الأوروبي، ومنظمة اليونسكو، ومنظمات اتخاذ قرار أخرى في أوروبا، ومقره الأساسي في مدينة بروكسل ببلجيكا.

 

ويعقد الاتحاد اجتماعين كل عام يضم أعضاء مجلس الاتحاد، وهم الممثلون للاتحادات الطلابية الأعضاء، وهذا المجلس يتفق على السياسات وخطة العمل بشكل عام، كما يختار من عشرة إلى ثمانية أعضاء ليكونوا اللجنة التنفيذية للاتحاد، ومن بينهم ثلاثة أعضاء يمثلون "رئاسة" الاتحاد، من هؤلاء الثلاثة الأمين، وهو من يكون ممثلًا عن الاتحادات أمام الجهات الأخرى، ومساعدا الأمين، ومسؤوليتهما تسيير أعمال الاتحاد اليومية.

 

وبجانب هذا، فاللجنة التنفيذية تختار ثلاثة أعضاء آخرين ليكونوا منظمي الاتحاد، وهم من يتولون مسؤولية تنظيم العضوية بالاتحاد، وقضايا المساواة، والتضامن وحقوق الإنسان. كما تعمل بالاتحاد أمانة عامة، تضم ستة أعضاء، يشغلون أعمال: رئيس الأمانة العامة، والمساعد المنفذ، ومسؤول الاتصالات، ومسؤول المشروعات، ومساعد مسؤول المشروعات، والمسؤول المالي. بجانب تكوين مجموعات عمل مختلفة، منها مجموعة عمل للاتحاد بالأمم المتحدة، تشارك في وضع أهداف التنمية لما بعد عام 2015، ومجموعة عمل للاهتمام بالطلاب المنتمين إلى أقليات عرقية بالبلاد الأوروبية، ومجموعة عمل أخرى لتنسيق أوجه التعاون المختلفة بين المنظمات الطلابية من جميع أنحاء العالم، وقد عقدت أول قمة لها في مدينة لندن عام 2012.

 

والاتحاد، من خلال كل هذا، يعمل على تمثيل الطلاب من جميع أنحاء أوروبا، والدفاع عن حقوقهم التعليمية، والديموقراطية، والسياسية، والاجتماعية، وتعزيزها، كما يعمل على أن يكون له صوت تجاه تعليم عالٍ مستقر ومتاح وذي جودة عالية في أوروبا.

 

 

2. الاتحاد الوطني للطلاب (في بريطانيا)

شعار الاتحاد الوطني للطلاب

 

تأسس هذا الاتحاد عام 1922، بعد الحرب العالمية الأولى، مناديًا بالتوجه إلى "السلام"، والتوقف عن الحرب، وتولى جندي جيش سابق رئاسته الأولى، وكان مؤسسو هذا الاتحاد يرون أنفسهم وقيادات الاتحادات الطلابية الآخرين حول العالم، قادة البلاد في المستقبل، وبدأوا محاولة التعامل مع بعضهم على هذه الرؤية.

 

واستمر الاتحاد منذ ذلك العام وإلى يومنا هذا بتاريخ يبدو مليئًا بالحراك، وكان من أبرز ما فعلوه أن أسسوا، عام 1965، شركة تأمينات لطلاب الجامعات، لمساعدتهم على نفقات المعيشة والتنقلات من أجل الدراسة. ومع مرور الوقت، بدأ الاتحاد في الاتصال بحركات عمالية في أنحاء بريطانيا، مشكلًا حركة طلابية وعمالية لها تأثيرها، واستمر في التعامل مع قضايا الطلاب، فعام  1983، حاولت الحكومة زيادة المصاريف الجامعية، ولكنها لم تنجح بسبب معارضة الاتحاد، بل ودفع بنك "إتش إس بي سي" للتراجع عن انتوائه إلغاء القروض المجانية للطلاب.

 

ومؤخرًا، فالاتحاد مستمر في تنظيم مظاهرات مطالبة بتعليم مفتوحٍ ومجاني، فنجح في تنظيم مظاهرات حاشدة عام 2010، واستمرت في أعوام  2011، و2012، و2013، و2014، وآخرها مظاهرة منذ أيام، في 4 نوفمبر، في قلب العاصمة الإنجليزية لندن.

 

وفي المجمل، فالاتحاد يعمل على خمسة ملفات رئيسة، وهي: رفاهية الطلاب، والتعليم الجامعي، والتعليم الحر، وتطوير الاتحاد، وقضايا المجتمع والمواطنة، ولكل ملف منها نائب رئيس يقوم عليها، وفوقهم جميعًا رئيس للاتحاد، بجانب خمس حملات يعمل عليها الاتحاد بشكل مستمر، وهي تهتم بقضايا: النساء، والطلاب ذي البشرة السوداء، وذوي الاحتياجات الخاصة، والمثليين والمتحولين والمزدوجين جنسيًّا، ولكل من هذه الحملات مسؤولها، كما للاتحاد ستة أقسام أخرى لكل منها مسؤول أو ممثل، وكل قسم منها يهتم بتمثيل فئة من فئات الطلاب الجامعيين، ومنهم: الطلاب المغتربون، وغير المتفرغين، وطلاب الدراسات العليا، وغيرهم. كما يمتلك الاتحاد شركة للخدمات الطلابية، وأخرى للأعمال الخيرية. وله ثلاثة فروع، في: سكوتلندا، وويلز، وشمال أيرلندا، ولكل فرع رئيسه الخاص.

 

مشاهد لاشتباكات الطلاب المحتجين مع الأمن في لندن منذ أيام

 

3. اتحاد الشباب الشيوعي في الصين

شعار اتحاد الشباب الشيوعي في الصين

 

هو اتحاد نشأ عام 1922، بعد أشهر من تأسيس الحزب الحاكم والمؤسس لجمهورية الصين الشعبية "حزب الصين الشيوعي"، وهذا الاتحاد يفنح أبوابه للشباب من سن 14 إلى 28 عامًا.

 

ويسيطر الحزب على الاتحاد سيطرة تزايدت بعد نشأته عبر الأعوام، والاتحاد الآن جزء من الحزب، ويعد هو المدرسة لإعداد قادة الحزب في المستقبل، وقادة الصين بالتبعية، فهو يعد كقاعدة جماهيرية للحزب، فالاتحاد يضم أكثر من 70 مليونًا من الصينيين الشباب.

 

وعلى الرغم من ذلك، فإن الحزب يبعد الاتحاد عن القضايا السياسية الجادة، في سبيل الانشغال بقضايا محدودة من القضايا الشبابية بشكل عام.

 

تقرير بالإنجليزية عن اتحاد الشباب الشيوعي في الصين

 

 

4. الاتحاد العام التونسي للطلبة

شعار الاتحاد العام التونسي للطلبة

 

هو منظمة نقابية مستقلة للطلاب، نشأ عام 1985، ليكون منذ أيامه الأولى معارضًا للحكومة، ولسياسات خصخصة التعليم العالي، والحجر على العمل النقابي والسياسي داخل الجامعات. ويهتم هو أيضًا بالدفاع عن الحقوق المادية والمعنوية للطلاب، وتمتين العلاقات بينهم داخل تونس وخارجها، والمساهمة في رفع المستوى التعليمي، كما أنه يستند على مرجعية من "التيار الإسلامي"؛ فبعض مؤسسيه الأوائل كانوا ينتمون إلى "حركة النهضة"، وهي أبرز حركات "التيار الإسلامي" في تونس.

 

وبسبب مرجعيته ونشاطه، أوقف نظام الرئيس التونسي الأسبق زين العابدين بن علي الاتحاد عام 1991، وبقي محظورًا منذ ذلك العام وإلى أن اندلعت أحداث 17 ديسمبر في تونس، ورحل "بن علي"، فعاد الاتحاد للنشاط مرة أخرى، واستعاد تأشيرته القانونية في يونيو عام 2011، ومن ذلك الحين وإلى الآن نجح في تحقيق عدة مطالب، منها: زيادة ميزانية البحث العلمي، وتضمين فصل خاص للبحث العلمي في الدستور عام 2012.

 

وعلى مستوى انتخابات المجالس العلميّة في الجامعات، التي يتنافس فيها الاتحاد العام التونسي للطبة، مع اتحاد آخر ذي مرجعية يسارية باسم "الاتحاد العام لطلبة تونس"، وطلاب آخرين مستقلين، فلم يكن الاتحاد العام التونسي للطلبة ذي النصيب الأبرز في أعوام ما بعد 2011، إلا إنه تمكن في الانتخابات الأخيرة من حصد النسبة الاعلى من المقاعد في الجامعات التونسية، بنسبة 46.15%.

 

تقرير عن فوز "الاتحاد العام التونسي للطلبة" في انتخابات المجالس العلميّة الأخيرة

 

 

5. ائتلاف الاتحادات الطلابية الأمريكية

 

شعار ائتلاف الاتحادات الطلابية الأمريكية

 

هو منظمة أنشأها محررو مجلة مهتمة بالشؤون الطلابية عام 2004، بهدف دعم الاتحادات الطلابية في الجامعات الأمريكية؛ فهو يقدم الاستشارات والدعم اللازم لتطوير الاتحادات الطلابية وقادتها، وزيادة فاعليتها في مجتمعها.

 

وهذا الائتلاف منظمة هادفة للربح، وتتحمل الاتحادات الطلابية رسومًا للاشتراك بها، ولا تجرى انتخابات لتعيين قيادات الائتلاف، بل يقوم عليه موظفون بدوام كامل.

 

مشاهد من مؤتمر ائتلاف الاتحادات الطلابية الأمريكية الأخير في واشنطن

 

 


رابط مختصر: http://shafaff.com/article/11384
تعليقات